البروستاتة هي غدة تقوم بإنتاج إفرازات تحمى و تغذى الحيوانات المنوية أثناء نزولها في القضيب (عضو الرجُـل التناسلي) . هذه الغدة الصغيرة الحجم في حالتها الطبيعية [ بين حجم “عين الجمل“، أو كـُرة بـِنج بـُنج]، تقع أسفل المثانة البولية مباشرة وتحيط بقناة مجرى البولurethra الذي يخرج من المثانة ويمر داخل القضيب الذَكـَرِى، وهو نفس المجرى الذي تمر فيه الحيوانات المنوية، وتـُقـْذَف وقت الجماع مع المرأة .
فإذا تضخـَّمـَت (كـِبـْرِت) البروستاتا تحت أي ظرف، نتيجة التهابات مثلاً، او بسبب التقدم في السن، فهي تضغط على قناة مجرى البول urethra التي تمـُر فيها وتـُسبـِّب صعوبة في التبول. نفس الشيء يحدث نتيجة الأورام التي تصيب البروستاتة وتضغط على قناة مجرى البول
الخطوط العمودية الثلاثة تشير من الشمال إلى اليمين إلى: منظار المثانة الذي يمر في قناة مجرى البول، والبروستاتة ، والمثانة البولية، بهذا الترتيب. والسهم الطويل المائل يشير إلى المستقيم ، وهو الجزء الأخير من الأمعاء الغليظة الذي يمكن فحص البروستاتة من خلاله
يصيب سرطان البروستاتة الرجال ابتداء من حوالي عمر الـ 48 ، وتزداد نسبة حدوثه مع التقدم في العمر ، ولذا نجد أن 70% من الرجال فوق سن الثمانين يصيبهم المرض بدرجة تتفاوت في شدتها. وسرطان البروستاتة هو أكثر أنواع السرطانات شيوعا بين الرجال، ويمثل حوالي 25% من مجموع السرطانات التي يعانوا منها ، كما أن سرطان الثدي هو أكثر أنواع السرطانات التي تصيب الأناث. وتبلغ عدد الحالات الجديدة التي يتم تشخيصها سنويا في المملكة المتحدة، 30000 ، أي حوالي رجل من بين تسعة يـُصاب بسرطان البروستاتة في وقت ما من العمر . وكثير من هذه الحالات لا يتم تشخيصها إلا بعد انتشار المرض.
وبالرغم أن ثلاث رجال من كل أربعة مصابين بهذا النوع من السرطان تمتد حياتهم لفترة خمسة سنوات، وهي نسبة جيدة للغاية ، إلا أنه بعد سرطان الرئة، هو ثاني الأنواع التي تؤدي إلي الموت بسبب كثرة الأصابة به View shared post
أسباب الإصابة بسرطان البروستاتا
كما هو الحال في غالبية الأورام الخبيثة , لا يعرف احد لماذا يصيب المرض بعض الرجال دون غيرهم . ومع كلٍ تبدو هناك بعض عوامل وراثية و عوامل بيئية تـُساهـِم بدرجة ما في حدوثه.
أسلوب الحياة ونوعيه الطعام
- بعض البحوث تـُظـْـهِر أن تناول الكثير من الكالسيوم (موجود بكثرة في اللبن والجبن والزبادي، و يـُضاف إلى بعض المشروبات والمأكولات المعلَّـبـَة) يـُزيد من الأصابة بسرطان البروستاتة، بينما بعض المواد مثل الــ ( سلينيوم selenium و ليكوبين lycopene) تقـلـِّل منها . والسلينيوم متوافر في بعض المكسرات (مكسرات البرازيل brazil nuts)، و يوجد الليكوبين في الثمار والفواكه الحمراء مثل الطماطم. ومن المعروف أن أصابة “النباتيين” بالأورام أقل بشكلِ عام من اصابة آكلي اللحوم والدهون بكثرة
- هناك أبحاث حديثة تشير أن السمنـَّـة تزيد احتمال الأصابة
- بينما الأنتظام في التمارين الرياضة يقلل منها
ملاحظات هامة
- المعاشرة الجنسية فى وجود المرض لا يضر الزوجة فى شىء ولا يمكن ان ينتقل السرطان اليها
- التدخين يتسبب في سرطانات أعضاء أخري، بالأضافة إلى الرئتين، ولكن لا يبدو له علاقة بسرطان البروستاتا .
- دور العوامل الوراثية بسيط فإحتمال اصابة أحد بالمرض يزداد قليلاً لو كان له قريب من الدرجة الأولى (أب أو أخ أوعم) عانى أو يعاني من المرض. وقد بينـَت الأبحاث أيضاً زيادة بسيطة في احتمال حدوث سرطان البروستاتة لو كانت هناك قريبة تعاني من سرطان الثدي
مســـار المـــــرض
- أورام البروستاتة تنمو عادة ببطيء شديد ، وقد تمر عشرة سنوات قبل اكتشافها. لكن هناك استثناءات في حالات تتكاثر فيها الخلايا السرطانية بسرعة، مما يجعل المرض يتفاقم وينتشر في وقت قليل.
- حين يخرج السرطان عن حدود البروستاتا ، تنفصل أجزاء منه وتـنـتـقل إلى أماكن أخرى في الجسم، عادة العظام، خاصة عظام الحوض و الضلوع والجزء الأسفل من العمود الفقري .
أعراض سرطان البروستاتا
- كثرة التردد على دورة المياه ، والاستيقاظ من النوم مرة أو عدة مرات للتبول.
- رغبة مُـلـِـحـَّة في الإسراع بالتبول، مع صعوبة في البدء به، وأخذ وقت طويل لأنهائه
- تدفق ضعيف للبول والحاجة إلى ضغط “حزق” لدفعه إلى النزول
- تسيـُل البول بعد الأنتهاء من التبول نتيجة ضعف القدرة على التحكم فيه
- شعور بحرقان أو بعض الألم أثناء نزول البول.
- نزول دم في البول (نادر الحدوث).
- ضعف في القدرة على انتصاب العضو الذكرى، مما يؤدي إلى عجز جنسي .
- الآم في الحقويين (الورك أو الفخذين) و الجزء السفلى من الظهر .
لاحظ أيضاً إن الشخص المصاب بسرطان البروستاتة قد لا يعاني من هذه الأعراض لعدة سنوات، أو يعاني فقط من بعضٍ منها. وعليه فعدم وجود اعراض لا يعنى بالضرورة عدم وجود المرض
من ناحية أخرى ، وجود هذه الأعراض ، ( سواء بعضها أو كلها) لا يدل على وجود سرطان إذ أن تضخم البروستاتة الناتج من التهابات ، أو من التقدم في السن، تؤدي إلى نفس الأعراض. على اى حال يجب على الشخص الذي يعاني منها استشارة طبيب المسالك البولية ، فإذا كانت الأعراض نتيجة أمراض أخرى، فسوف تتحسن مع العلاج , إما إذا كانت نتيجة سرطان فعلاجه في مرحلة مبكرة يعطى فرصة أفضل للشفاء .
كيف يتم تشخيص السرطان
هناك اختبارين أساسيان يتم أجراءهما في بدأ الأمر
- فحص للمستقيم من خلال فتحة الشرج يقوم فيه الطبيب بـ “جـًـسْ” (أي التحسيس على) البروستاتة بأصبعه ليعرف إن كان هناك فيها تضـَخـُّم ( زيادة في حجمها) او عدم انتظام [تعـَـرُّج] irregularities في سطحها بسبب وجود ” كلاكيع ” مما يجعله (أي الطبيب) يشتبه في وجود سرطان يحتاج إلى اختبارات أخرى. هذا الفحص يـُعـْرَف أحياناً بأسم “المعاينة الرقمية للمستقيم” DRE وإن كان في الواقع هو معاينة أصـْبـُعية من خلال المستقيم
- اختبار عينة الدم لقياس مستوى “المضاد البروستاتي” المعروف بأسم PSA ، وهو اختصار لــ Prostate Specific Antigen . هذا المضاد هو بروتين تـُنـتـِجـُه غدة البروستاتة،و تبلغ كميته الطبيعية لرجل في الستين من عمره حوالي 4 نانوجرام في كل 1 سم مكعب من الدم، ولكنها قد ترتفع جدا في الأحوال المرضية وتصل إلى 300 نانوجرام او أكثر. وفى هذه الحالة يجب استشارة جراح مسالك بولية. وعلينا أن ندرك أن هذا الأختبار، والزيادة في معدل الـ PSA ليس قاصر على السرطان ولكنه يشير إلى وجود مشكلة في البروستاتة تحتاج التنبه لها
وحتى السرطان المصاحب بارتفاع معدل الـ PSA في الدم الذي تم التأكد من وجوده قد لا يكون ذو أهمية عملية [من الناحية الكلينيكية]، و لا يجب أن يكون مصدر قلق. وما زالت هناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث لتحديد العلاقة بين مدى ارتفاع المضاد البروستاتي ومخاطر انتشار المرض في الجسم ((Oxford Handbook, p186
وكما أن ارتفاع نسبة الــ PSA في الدم لا يدل بالتأكيد على وجود سرطان، كذلك قد يجد الطبيب في فحصه “الأصبعي ” صعوبة في القطع في وجود سرطان من عدمه . وعلى كـُلٍ فتشخيص الحالة كتضخم مرتبط بكبر السن او نتيجة التهاب هو في الغالب صحيح لو كان سطح البروستاتا ناعم/منتظم (خالي من الكلاكيع) ، ونسبة الــ المضاد البروستاتي PSA في حدود 4-10 نانوجرام. و لكن كلما تعدَّت النسبة ذلك، كلما ازداد احتمال وجود سرطان، مع التذكر بأمكانية وجوده دون زيادة على الأطلاق في معدل “المضاد البروستاتي”
الفحـــوصات الأخــري:
في وجود الأعراض التي سبق سردها ، وتضخم مع “تعرُج” [عدم انتظام] سطح البروستاتة، وارتفاع في المضاد البروستاتي بنسبة أكثر من 10 نانوجرام … يجب تصوير البروستاتة بالموجات الفوق صوتية بواسطة جهاز صغير يتم إدخاله في المستقيم (الجزء الأخير من المصران الغليظ) من خلال فتحة الشرج، و أخذ عينات من أنسجتها بواسطة إبرة صغيرة مـُثـَبـَّتة في الجهاز، لفحصها بالميكروسكوب.
[هذا الاختبار الأخير قد يؤدى إلى نزول كمية صغيرة من الدم وعادة يصف الطبيب مضاد حيوي كوقاية من حدوث عدوى]
لاحظ أيضاً امكانية أخذ عينات من البروستاتة من خلال مجرى البول الذي يمر فيها (أي في البروستاتة)، لو وجد الطبيب ضرورة لفحص المثانة البولية بالمنظار
أمتــداد المــرض واحتمـــال وجود ثــانويـــات
قد يطلب الجراح الذي يقوم بالعلاج عمل أشعة مقطعية CT/MRI “سكان” على الحوض ليتحقق إن كان الورم مازال قاصر على البروستاتة أو خرج عن نطاقها و نطاق الأنسجة المحيطة بها ، ووصل إلى العقد ( =الغدد) الليمفاوية ، قبل تحديد نوع العلاج (إجراء عملية جراحية أو علاج بالأشعة)
لاحظ هناك أحتمال كبير في وجود ثانويات منتشرة إن أحس المريض بآلام في الحقويين (المنطقة ما بين الورك و البطن) و الجزء السفلى من الظهر، وكانت نسبة المضاد البروستاتي أعلى من 50 نانوجرام . وهنا قد يطلب الطبيب اجراء فحص مقطعي scan على العظم بحثاً عما يـُسمـَّـى بـُقـَع أو “مناطق ساخنة” hot spots نتيجة ثانويات أدت إلى تآكل أنسجة العظم و محاولة الجسم أصلاح ما تآكل
هل يحتاج الرجال فوق الخمسين عمل فحص دوري للـ PSA (كل سنتين مثلاً) ؟
أثبتت الكثير من الأبحاث الحديثة أن عمل فحص دوري لقياس معدل الـ PSA في الدم لا يفيد كثيراً، فهناك حالات سرطان أكيدة بالرغم أن المعدل عادي، بينما اثنين من كل ثلاثة رجال ممن عندهم معدل عالي لا يعانوا من سرطان. كذلك هناك حالات من سرطان البروستاتة لا تحتاج أصلاً إلى علاج . أخيراً قد ينتج عن علاج سرطان البروستاتة مشاكل في التحكم في التبول ، والقدرة على الأنتصاب ، بالأضافة إلى مصاريف كثيرة ومعاناة وقلق قد لا يكون لها داعي. والخلاصة لا يجب أعطاء العلاج ” عمـَّـال على بطـَّال” لكل حالات المرض فهناك بعض المرضى الذين لايحتاجوا سوى متابعة دورية
أما لأشخاص الذين أصاب سرطان البروستاتة أكثر من قريب لهم ، أو قريب واحد في سن أقل من الستين، فمن المفيد أيضاً متابعتهم وعمل فحص شرجي ،و قياس مستوى “المضاد البروستاتي” في الدم بطريقة دورية
نمــاذج علاج سرطان البروستاتا
عندما يتأكد استشاري جراحة الأورام من تشخيص المرض وياتى تحليل الأنسجة ايجابي تبدأ مرحلة التخطيط للعلاج. وهناك عدة خيارات تعتمد على عمر المريض ونوع السرطان .وإن كان الورم مـُحـْتـَوى في البروستاتا أم وجد طريقه خارجها، ووصل إلى العظم ، وواضح أهمية تقدير الطبيب المتولي العلاج لهذه الأمور
- يمكن ترك حالات سرطان البروستاتا قليل الشراسة **الذي ينمو ببطيء شديد، و لا ينتشرعادة إلى أماكن أخرى ، دون علاج ، خاصة لمن أعمارهم تتعدى السبعين، والأكتفاء بعمل متابعة دورية.
- الأنواع الأكثر شراسة ** تحتاج عملية جراحية او علاج بالأشعة ، خاصة إذ كان عمر المريض أقل من السبعين. إذ كلما صـَغـُر عمر المريض، كلما ازداد احتمال المشاكل الناتجة من السرطان . ويـُفضـَّل بشكلٍ عام اجراء جراحة على العلاج بالأشعة طالما كانت صحة المريض العامة جيدة وتسمح بها (أي بالجراحة)
- أما إذا تعــدَّى السرطان حدود الكابسول (=الغلاف) المحيط بالبروستاتة، أو تعدَّاه واخترق الأنسجة المحيطة بها، قد يـُعالـَج المريض بهرمونات مضادة للهرمون الذَكـَري anti-androgen therapy ، يعـْقـُبـُها علاج اشعاعي مـُكـَثـف.
ومن مزايا العلاج الهورموني أنه يساعد أيضاً على التحكم في ثانويات العظم في حوالي 70% من المرضى ، وإن استغرق ذلك عام أو أكثر قليلاً لتظهر فائدته. والجدير بالملاحظة هناك عدد لابأس به من المرضى يعيش خمسة سنوات أو أكثر حتى بعد ظهور ثانويات العظم ، وبالتالي هناك احتمال حدوث وفاتهم نتيجة اسباب أخرى
آثــــار العـــلاج الجانبية
- الجراحة: يعقب استئصال البروستاتة فقد القدرة الجنسية في 50% ، وفقد التحكم في البول في حوالي 12% من الحالات
- العلاج الأشعـاعي يتسبب في فقد القدرة الجنسية في 40% من الحالات، وقد ينتج عنه انسدادات تـَليـُّفـِيــَّة في المستقيم، وربما التهابات (تهيجات) في المثانة البولية لا تـُؤثـِّر عادة على التحكم في البول
- العلاج بالهرمونات ضروري في بعض الحالات بالرغم من الآثار الجانبية التي قد يسببها
[1] فقد القدرة الجنسية، والشعور بنوبات من السخونة الشديدة دون أن يكون هناك ارتفاع في الحرارة. بالأضافة إلى تغيير في توزيع مناطق السـِمنـَة في الجسم ، نتيجة اعاقة عمل الهرمونات الذَكـَـرِيـَّه لصالح الهرمونات تـأنيثـــيَّة التأثير
[2] ضعف عام وشعور بالهبوط ، وأيضاً ضعف القـُدْرَة على التركيز
[3] هشاشة العظام
——————————————————————————————–
**هناك مقياس يعرف بمقياس جليسون Score Gleason،مـُقـَسـَّم إلى 10 درجات حسب ما يـُظـْهـِره الفحص المجهرى (الميكرسكوبى) للأنسجة فإذا بلغت الدرجة “score” أكثر من 7 درجات دلت على أن السرطان شرس ويحتاج عملية استئصال كامل للغدة طالما لم يخرج عن حدودها . هذه العملية دقيقة تحتاج مهارة خاصة من الجراح لتجنب حـِزَم الأعصاب التي تحيط بالبروستاتا ، وخياطة دقيقة لمجرى البول بعد إزالة الجزء الذي يمر في البروستاتا. ومع كل هذه الاحتياطات فهناك عدد كبير من الرجال يفقد القدرة على الانتصاب، وبعضهم يجد صعوبة على التحكم في البول . وبالرغم من هذه المضاعفات تنجح العملية في القضاء على السرطان بنسبة عالية.
http://www.cancer.gov/cancertopics/types/prostate
Prostate cancer NHS choice www.nhs.uk/Conditions/Cancer-of- prostate/View shared post
Cancer Research UK Charity www.cancerresearchuk.org/
Oxford Handbook of Palliative Care, Max Watson & al. , Second Ed, 2009