PSYCHO-SPIRITUAL ASPECTS OF PALLIATIVE CARE النواحي النفسية والروحية لمريض السرطان

Please note some of the spiritual aspects discussed reflect Christian understanding, many apply to all

نرجو الانتباه بعض النواحي الروحية المطروحة تعكس رؤية مسيحية، لكن الكثير تتمشى مع الجميع وتعكس جوانب انسانية بحتة

Medicine mentioned can only be prescribed by specialized physicians

الأدوية المذكورة هي للعلم بالشئ ولايمكن وصفها واستعمالها إلا بواسطة طبيب متخصص

الرعــاية  النفســـية لمرضـى السرطان

يتعرض مرضى الأورام ، كما هو الحال عند مواجهة أي مرض فيه خطورة على الحياة إلى ارتباكات حياتية ومعاناة نفسية وجسدية تختلف شدتها وطبيعتها من مريض  إلى آخر، وينعكس آثار المرض بطبيعة الحال على افراد اسرة المريض. ومن الهام جداَ لمن يقوم برعاية المرضى التنبه للتأثيرات النفسية التي يمروا فيها، والمرحلة التي تتحول هذه التأثيرات إلى حالة مرضية تحتاج علاج من متخصص نفسي، بالأضافة إلى الرعاية النفسية التي يتلقاها المريض. من ناحية أخرى هناك ضروروة حقيقية أن يتلقى افراد اسرة المريض معلومات كافية وصحيحة تفسر لهم مشاعر المريض المضطربة ، وأحياناً سلوكه الذي يبدو غير سوي

وصف الأدوية التي حواها هذا الكتيب  وتقديمها للمريض قاصر فقط على الطبيب الذي يعالجه. وللآخرين هي من باب العلم فقط  لمساعدة الأهل ومن يخدم المريض على ادراك وجود أدوية تساعد في تحسين حالة المريض النفسية ، كما هو الوضع بالنسبة للأدوية التي تعالج الأعراض الجسدية مثل الألم والقيئ.

  التــأثــيرات النفســـية المتوقعـــة

يتأثر مريض السرطان نفسياً حين يعرف تشخيص حالته بهذا المرض الذي يسبب هلع عند كل الناس، وأيضاً ملاحظة تدهور صحته من سيء إلى أسوأ. ويمكن تشبيه تلك المشاعر برد فعل الشخص الذي يفقد انسان عزيز ويدخل في الحالة المعروفة بمصطلح “الحداد”. وهناك خمسة مراحل قد يمر المريض في كلها، أو في بعضٍ منها، وهي

انكار وجود المرض

الغضب

المساومة

الكآبة

القبول

وتختلف طول فترة كل مرحلة من مريض إلى مريض، وقد لا يمر المريض في كل المراحل، كما سبق القول

 (1) انكــــار وجود المــــرض    Denial

يجب أن ندرك أن انكار وجود المرض هي عملية سيكولچية تتتم على مستوى اللاشعور، تـُمـَثـِّـل للمريض خط دفاع أول ، وبالتالي هي مفيدة في بعض الأحيان ويجب أن نقبلها، ونحترم ما يملي عقل المريض عليه من فكر واضح لنا أنه بعيد كل البعد عن الواقع.  إذ يعمل اللاشعور في هذه الحالة على تهدئة مخاوف المريض. وعليه ، لا ينبغي أن ننظر إليه كـمجرد “شخص غير قادر على مواجهة الواقع”

أما الأنكــــار الزائد  والمستمر فهو بالتأكيد ضار ويحتاج مواجهة جادة،  لكن بنوع  من الحذر ، وحكمة مع الكثير من الرفق والحنان. ولنتذكر أن انكار وجود المرض هو عملية تتم في اللاشعور ولا يمكن مواجهته بالمنطق، و عرض الحقائق  مثل تقرير الطبيب  ونتائج  التحاليل والأشعة التي تبين وجود المرض

ويجب أن ننتبه إلى النقاط التالية

انكار وجود المرض قد يحدث فقط بين الحين والآخر، أي بطريقة متقطعة، فبينما هو يعرف أنه مريض بالسرطان ويأخذ العلاج كم يوصف له، نجده أحياناً يتصرف بطريقة لاتتفق مع ذلك التفهم كأن يقرر السفر لزيارة قريب أو أخذ أجازة بعيداً عن مقر العلاج كما لو كان غير مريض لا يتلقى علاج.  ويجب أن نفهم أن فترات انكار وجود المرض تعطي المريض فرصة التهرب اللاشعوري من الواقع لكي يتوقف عن التفكير في المرض، وما  يصاحب ذ لك من توتر شديد غير قاد ر  على تحمله

يجب تفهم مقدرة بعض المرضى على مستوى الشعور من التغلب على مخاوفهم ، والتوقف بطريقة ارادية عن التفكير المستمر في المرض وتوابعه، ومزاولة نشاطهم اليومي العادي حسب قدر استطاعتهم. ومن السهل جداً أن يختلط الأمر على الخادم، أو أي شخص يعتنى أو يتعامل مع  هؤلاء المرضى ويظن ظناً خاطئاً أنهم ممن يعانوا من انكار وجود المرض

المشاكل التي تنتج من انكار وجود المرض

[1] الكثير من هؤلاء المرضى تتعرض إلى ضغط نفسي شديد يـُفقـِدْهـُم القدرة على ترتيب امور حياتهم الأساسية والتعامل مع الآخرين، والتفكير في المستقبل

[2]  توتر الأسرة  وازدياد معانتها بسبب صعوبة التفاهم مع مريضهم ، ومن ثم تصريف أمورها

كيفية التعامل مع هذه الحالات

يحتاج من يعتنى بالمريض التأكد أولاً إن كان يعاني من انكار وجود المرض، أم هو غير فاهم لطبيعة مرضه. لذا نبدأ بأسئلة بسيطة مثل “ايه اللي انت تعرفه، أو فاهمه عن مرضك” . هناك العديد من المرضى يجيب على مثل هذا السؤال بالأنكار، “أنا لا عارف أو فاهم حاجة” . عندها يجب أن نستمر في طرح اسئلة بسيطة أخرى لكي نتحقق إن كان المريض  يعاني من انكار وجود المرض بالفعل، ولأي درجة!  “هو الدكتور اللي شفته آخر مرة آل ايه” ، “طـيـِّب انت  استنتجت من كلامه ايه”، “وبعدين ايه اللي حـَصـل” ، “هي الأشعة عملو لها لك على ايه” ….الخ

قد يطلب المريض توضيح لما يمر به، وسبب الأعراض التي تظهر عليه، أو قد يتبرع من يعتني بالمريض سواء من افراد الأسرة أو الأصدقاء، أو من الخـُدَّام بالتوضيح بعد التأكد أن هذه هي رغبة المريض، وأن ما يقال لن يتسبب في انفعاله وتعرضه إلى قدر كبير من التوتر. لذا من الضروري التوقف بين الحين والآخر لنرى استجابة المريض لما يـُقال له قبل الأسترسال في الكلام.

بعض المرضى ممن ينكروا وجود المرض لا يظهر عليهم  علامات التوتر والقلق وتسير حياتهم بطريقة طبيعية أو شبه طبيعية ولاتوجد صعوبة تــُذكـَر في التواصل معهم، وبالتالي يكون من الأفضل تركهم في حالة الأنكار، مع متابعة أحوالهم بين زياراة  متتالية ، وأخرى

وعند كل زيارة يجب سؤال المريض عن أحواله الحالية  “ايه اخبارك دلوقتِ”، إذ يبدأ  بعض مرضى انكار وجود المرض  في الأتفتاح على الواقع مع مرور الوقت، خاصة بعد الشعور بالثقة تجاه الخادم، وهنا يبتشجع المريض على طرح اسئلة عن مرضه، وما سيحدث له إن لم يـُشفى. وفي كل الأحوال  ينبغي على الخادم تشجيع المريض على مصارحته بما يدور في نفسه من مخاوف

ملاحظـــــات هـــامة

[1]  توضيح الأمور يساعد جداً في مواجهة المريض والتعامل مع مرضه ، ودرجة قبوله له. لذا يجب  على الشخص الذي يرعى المريض أن يؤكد عليه امكانية مساعدته، إن أراد، بالأجابة على ما يدور في ذهنه من تساؤلات

[2] من المرفوض كليةً اعطاء المريض معلومات لم يسأل عنها قد تسبب له المزيد من التوتر وتزيد من مخاوفه

[3] ينبغي أن يحمل اسلوب الحوار، تحت أي ظرف من الظروف، نوع من الأمل فالخادم يرجو أيضاً أن يتحقق للمريض ما تصبو إليه  نفسه حتى لو كان ما  يتمناه صعب الحدوثة. والمعادلة المطلوب للخادم تحقيقها عدم  التخلي عن الصدق من ناحية،  و التصدي لآمال المريض من ناحية أخرى، وهذه تحتاج خبرة وحكمة.

(2) الغضب    Anger

بعض المرضى ينتابهم موجة أو موجات من الغضب على الطبيب المعالج أو من قام  بتبلبغه التشخيص، أو هيئة التمريض بسبب اهمال لم يحدث. وقد  ينصب الغضب على فرد أو أفراد من العائلة، أو حتى على اللـه نفسه ، كما حدث في حالة أيوب الصديق عندما بلغ عذابه الحدْ الذي لم يعد أن يحتمله

يجب على الخادم أو افراد العائلة تترك المريض يـُنـَفـِّس عن طاقة الغضب التي تعتمل في نفسه ، ويـُظهروا تفهـُّمهم دون مراجعته أو محاولة تصحيح مبررات غضبه،  وتركه حتى يهدأ. وبعدها فقط يستطيع الخادم تقييم حالة المريض النفسية ، وتفهم اسباب الغضب ، والمساعدة على التعامل معه

(3) المقايضة  Bargaining

قد يلجأ المريض إلى اسلوب المقايضة، الذي هو نوع من انكار جزئي لوجود المرض، كأن يقول مثلاً أنه يقبل المرض طالما ستـُجرى له عملية جراحية، أو تحدث له معجزة  يبرأ بعدها منه تماماً ، أو يقبل جزء من العلاج نظير الأعفاء من جزء آخرى ومرة أخري يحتاج خادم المريض تمييز ذلك كحالة نفسية تنتابه، وليس مجرد “مناورة”، أو محاولة واعية للتهرب من شيء أو تحقيق شيء

4  الأكـتـــئاب التفـــــاعلى Reactive depression

يتعرض المريض إلى حالة من الكأبة، أو الأكتئاب، عند التحقق من التدهور الصحي الذي وصل إليه وضعف الأمل في الشفاء. والكأبة التي قد يمر بها المريض هي رد فعل للآثار العملية الناتجة من هذا التدهور، وربما مشاكل الوفاة المترقبة مثل التكاليف وترتيب أمور الأسرة. وذلك النوع من الأكتئاب يحتاج تقديم معونة للمريض ،وبث الطمأنينة في نفسه. هناك نوع آخر من الأكتئاب يتسم بالخصوصية بمعنى أن المريض لايبوح بمشاعره، وربما لايكون ذلك ظاهر وإن مثـَّل ذلك في الواقع استعداد لتوديع الأهل والأصدقاء. وهنا يحتاج المريض تعضيد عاطفي كأحتضانه ومسك يده والتحسيس عليها

5  القبـــول  Acceptance

هناك عدد غير قليل من المرضى يدخل في مرحلة ما من مراحل المرض، في حــالة قبول له والتسليم بالأمر الواقع سواء كان هذا القبول جزئي أم كلي،. وليس من شك أن نجاح الخادم الواعي في التعرف على ما أكثر ما يـُقلق أو يشغل بال المريض ، على سبيل المثال “قلق الأم على ماذا سيحدث لأولادها بعد رحيلها” أو “تسديد دين عليه”، والمساعدة في حلـَّـه وطمأنه المريض  يساعد جداً في وصوله إلى حالة القبول.. وعلى محور آخر تساعد جداً جودة الرعاية الروحية التي يتلقاها المريض حسب الأحتياج الشخصي لكل مريض، على قبول المرض. والحقيقة أن وصول المريض إلى مرحلة القبول هي بركة وهدية له، فهناك من يتعرض إلى موت سريع أو حتى مفاجئ  . وتتميز هذه المرحلة بنوع من الأنسحاب “إلى الداخل”  والهدوء مما قد يعطي انطباع خاطئ أن المريض مكتئب. وهناك عدد من المرضى ممن يبلغوا حالات عالية من الروحانية والقـُدسية تنعكس على من حوله من العائلة والزوار،بل وأحيانًا الأطباء والممرضات مما يدفعهم على أن يلتمسوا بركتهم

II   الأضطرابـات النفســـية التي تحتاج علاج

[ ا ]  اضطرابات القدرة على التكيـُّـف    Adjustment disorders

هذه الحالة هي رد فعل مرضي لظروف قاهرة ، وتبدأ اعراض هذه الحالة في الظهور في خلال ثلاثة شهور من التعرض لهذه الظروف .والمقدرة على التكيـُّـف (التمكن من تقـَـبـُّل الظروف القاهرة والتعامل معها) بوجه عام   تختلف من شخص إلى آخر في مواجهة  مشكلة أو  وضـع صعبٍ ما ، لكن هناك اعتبارات اخرى تتمثل في  الظروف التي تحيط بالشخص الذي يعيش المشكلة وكـَمْ التعضيد الذي يلقاه. و حالات الضعف في المقدرة على التكيـُّـف تـأتي تحت بند الـ “أضطرابات النفسية” حسب تصنيف الطب النفسي في صورة أعراض قد تكون غير محـَـدَّدة مثل الـ “غضب” أو “شعور بالمرارة” أو “ملامة الغير” أو خليط منهم ، لكن السـِمـَة الغالبة عليها هو القلق والأكتئاب ،

ومن الهام أن نفرق بين شخص يعاني من مشاكل في القدرة على التكيـُّـف، الذي بصورة عامة يشعر بأستياء وضيق من الوضع والظروف التي يمر بها، وشخص يعاني من الأكتئاب النفسي كمرض، الذي  بوجهٍ عام يشعر بإستياء وضيق من نفسه

مشاكل القدرة على التكيـُّـف لا تتحسن بتناول الأدوية المضادة للإكتئاب ، ولا تحتاج لها أصلاً ، لكن تحتاج إلى

توفير أساليب جديدة على التكيـُّـف new levels of adaptation ، وذلك بتشجيع المرضى على رؤية الظروف بنمظار آخر. فتمكين المريض على سبيل المثال من رؤية ظروف مرضه كمحبة أو اختبار من الله من أجل تزكيته، وأن الله نفسه يشاركه المرض، بل وهو في مكانه **، وليس كعقاب منه أو حظ سيء ، هي من الطرق الناجحة مع بعض المرضى شريطة أن المريض يصل إلى هذه  النتيجة بنفسه ولا تـُمْـلى عليه

اسلوب”شغل الفكر ” في أمور أخرى distraction from distress ينجح عادة مع هؤلاء المرضى . ولذا نجد خدمة “قضاء اليوم”  المعمول بها في الهوسبيسات ومراكز الرعاية الأراحية المصحوبة بنشاطات مختلفة مفيدة  لهم، حتى أننا نجد مرضى ينجحون في استعادة القدرة على التكيف مع وجود المرض، و يقوموا بدور إيجابي في خدمة الآخرين

قد يحتاج بعض مرضى “عدم القدرة على التكيف” إلى علاج نفسي خاص بحل المشاكل ، problem oriented psychotherapy ،

كذلك قد يحتاجوا فترة قصيرة من العلاج بـالأدوية النفسية مثل مضادات القلق والأكتئاب

 [ ب ]   التــــــوتـر (القلق) النفســـي

الأعراض:   قلة النوم – ضعف التركيز –  مخــاوف  قد تظهر في كوابيس، أو في نوبات من الرعب

                أحياناً عرق ، وسرعة في ضربات القلب، ورعشة، وزوغان (تحرك سريع) في العين

التحري عن:

المدى الزمني (بقى لها أد ايه) للأعراض، وهل تظهر، أو تزداد في وقت معين أو مكان بالذات

نوعية المخاوف التي يشعر بها المريض (دون أن تستعمل كلمة “خايف” “،  لكن أسأل المريض مثلاً ايه

                 اكتر حاجة  شغلاه  أو بيفكر فيها)

درجو قبول أو رفض المريض أنه مصاب بالسرطان ممن تم مصارحته بالتشخيص

 

 

كيفية مساعدة المريض الذي يعاني من القلق النفسي

 

 [1] غالبية الحالات  تستجيب بالأستماع الجيد والتعضيد لرفع الروح المعنوية (وليس بتقديم وعود لاتتحقق مما يصيب المريض بأحباط أكبر) . يجب أن نتذكر أن  الأستماع إلى المريض يعطي نتائج إيجابية أكثر بما لايقاس من محاولات طمأنة الخادم له بالكلام. ولذا يجب تشجيع المرضى على التعبير عن مشاعرهم، والأفصاح عن مخاوفهم. وإن توقف المريض عن الكلام، يجب أن نصمت قليلاً، وبعدها نسأله سؤال بسيط، مثل “أنت كنت بتقول …”،  “قصدك ايه لما قلت…..”،  “كويس اللي قلته .. وبعدين ايه اللي حصل؟”

درجة استفادة المريض تزداد عندما يقدر أن  يفصح  عن  الأمور التي  هي أكثر   قلقاً له ، وهي عادة تلك التي لايريد التحدث عنها، مثل احتمال أن يختنق، أو يتألم آلام مبرحة لا يقدر أن يحتملها عند تقدم المرض، أو تصرُف أحد افراد اسرته ، أو قلقه على من سيرعى أولاده عند وفاته، أو ان الله غير راضي عنه وسيدخل الجحيم ،………الخ

يجب مساعدة المريض الذي يعاني من التوتر الشديد على اعادة النظر في طريقة تفكيره والتحقق من وجود حلول للأمور أو المشاكل المسببة لذلك التوتر. ومن خبرة العاملين في مجال رعاية المرضى  يتضح في بعض الأحيان أن ما يقلق المريض أمور بسيطة لا تحتاج إلا توضيح وتوجيه قابل التحقيق

[2] مساعدة المريض على الأسترخاء بتوفير تسجيلات صلاة أو موسيقى يتم اختيارها بعناية، و تشغيلها على الهادي. بالأضافة إلي وسائل مختلفة مثل التدليك بالزيوت العطرية. وقد اثبتت الدراسات فاعلية الأسترخاء في اعادة ثقة المريض في نفسه والتغلب على قلقه أكثر من تأثير الأدوية المضادة للتوتر ANXIOLYTICS

[3] كثير من توتر المريض يعكس توتر من حوله من بعض أفراد العائلة، أو بالعكس بسبب قلق المريض عليهم. ولذا من المفيد جداً على الخادم الذي تردد عدة مرات على بيت المريض ونال ثقته وثقة العائلة، أن يجلس مع كل فرد على انفراد لبحث اسباب قلقه، إن كان بالفعل هو قلق، ثم أخذ موافقة المريض وعائلته على الجلوس معاً لمناقشة أهم ما يشغل بال الجميع ويقلـِقهم

[4]  الأدوية التي تساعد على علاج للتوتر :

الأدوية المضادة للتوتر ANXIOLYTICS”

لورازيبام  (أتيفان) (Ativan     lorazepam، 1 مجم مرتين في اليوم  ، يساعد علي النوم والتركيز ومفيد في نوبات الهلع

البرازولام (زاناكس)alprazolam (Xanax)     ،  0.25 مجم مرتين في اليوم

ديازيبام (ڤاليوم)          diazepam (Valium)   5 مجم مرة في اليوم

اميتريبتالين  Amitriptyline    25 – 100 مجم مرة واحدة بالليل في حالات الأكتئاب التي يصاحبها هياج ‘’agitated depression’’ ، والتي تبدو كأنها قلق نفسي

بروبرانولول               propranolol   10 – 40 مجم أربعة مرات يومياً، في حالات سرعة ضربات القلب ، والأهتزاز الرعاشي بعد التأكد أن المريض لا يعاني من نشاط زائد في الغدة الدرقية. ولا يوصف هذا الدواء في وجود مرض الربوّ

بعض مضادات الاكتئاب الحديثة SSRI

[ ت ]   الأكتئــــــــاب  النفـــــــسي المرضي

الأكتئاب بوجه عام شائع الحدوث يمر به كل الناس سواء بسبب السرطان أو بسبب أي مشاكل أخرى صحية أو غير صحية، ولكن تشخيص الأكتئاب كمرض نفسي والتعامل معه على هذا الأساس يعتمد على توافر عدد من المظاهر التي تبدو  غير طبيعية :

[1] وجود خمسة أعراض أو أكثر يوميــاً من الأعراض التالية

مشاعر ومظاهر الأكتئاب (تـَدَنــِّي شديد في المزاج)، مع فقد القدرة على الأبتسام والترحيب بالغير، وأحياناً تجتاح المريض نوبات بكاء تبدو بلاسبب، أو بسبب لا يستوجب كل ذلك البكاء

فقد المريض الأهتمام بما يدور حوله  وعزوفه عن ممارسة أية أنشطة أو هوايات هو معتاد عليها، ولو بسيطة مثل قراءة الصحف ومشاهدة التليفيزيون

اضطراب نظام النوم مثل أستيقاظ مبكر لم يكن من عادته

فقدان الشهية

ضعف المريض في القدرة على القيام بمجهودات في حدود مقدرته، دون سبب بدني

النظرة الدونية للنفس وفقد الشعور بالكيان الأجتماعي ، مع تسـَلـُّط الشعور بالذنب عند البعض

ضعف في القدرة على التركيز

نوبات من الهياج بين الحين والآخر

تملك أفكار سوداء فيها إيذاء للنفس و التفكير المستمر في الموت لدرجة الرغبة في الأنتحار

[2] استمرار الأعراض لفترة لاتقل عن اسبوعين

ملاحظـــــات  عــــامـة

الأكتئاب المرض يصيب 10% من المرضى الذين يتلقون الرعاية الأراحية، والتغلب عليه يتطلب تناول الأدوية المضادة للأكتئاب

الأدوية المعروفة بـ SSRIs مثل الـ سيتـالوبرام citalopram 20 مجم مرة في اليوم،  لكن قد يأخذ التحسن فترة ما بين اسبوعين وأربعة أسابيع . و الـ سيتـالوبرام شأنه شأن كل الأدوية له آثار جانبية، ومنها الأحساس بالغثيان

الميرتازابين mirtazapine  15-30 mg ت  هو دواء مفيد في العلاج الإراحي، إذ هو مـُهـَدئ ويساعد على  فتح الشهية. والدواء موجود  في صورة دواء شرب. ويبدأ المريض بأخذ الجرعة 15 مجم واحدة بالليل تزداد تدريجياً للجرعة 30 مجم، مع الحد الأقصى 45 مجم

الأدوية المعروفة بـ Tricyclics أميتريبتالين amitriptyline 50 – 150 mg ذو فائدة خاصة بالنسبة لمرضى الأكتئاب الذين يعانوا أيضاً من غثيان أو قلة نوم أو ألم أعصاب أو عدم التحكم في اللعاب . لكن الـ أميتريبتالين له آثاره الجانبية ، مثل زغللة الرؤية وجفاف  الفم وتردد وضعف في التبول. هناك أيضاً دوثييبين dothiepin، و لوفيبراماين lofepramine، من نفس مجموعة “الترايسايكِليات” مضادة الإكتئاب، ولكن آثارها الجانبية أقل من الـ أميتريبتالين

سانت چون وورت     St John’s Wort من الأدوية النباتية ذو فائدة لحالات الإكتئاب البسيطة

هناك مجموعة معروفة بـالـمنبهات السيكولوچية psychostimulants  ، تمتاز بسرعة المفعول ، ومفيدة في الأكتئاب البسيط ولكنها غير مـُـجدية في الأكتئاب المتوسط والشديد، ومنها   mg 5-30  methylphenidate  مرتين في اليوم، و mg 5-10 dexamfetamine  مرتين في اليوم

معلومات عامة على تطبيق العلاج

Oxford Handbook of Palliative Care 2nd Ed. P510 – 513

*** لا توجد هناك احصائيات كافية على فاعلية مضادات الأكتئاب في المراحل المتأخرة لمرضى ، وإن كان الكثير من المتخصصين في مجال الرعاية الأراحية يشعر بعدم أهتمام  الكثير من الأطباء في وصفها ، وما يتم وصفه يـُعطى في خلال الأسابيع القليلة الأخيرة من حياة المرضى مما لايمنحهم وقت كافي للأستفادة منها.  لكن يبدو الوضع مختلف بالنسبة لمريضات سرطان الثدي صغيرات السن إذ توصف لهم مضادات الأكتئاب أكثر من غيرهم. ومن الملاحظ أيضًا ندرة اعطاء مرضى السرطان في المراحل المتأخرة أدوية  الـ  “منبهات السيكولوچية” psychostimulants   ذات المفعول السريع، بالرغم من وجود أدلة كافية تؤكد فائداته

*** يجب التشجيع على اعطاء المريض المتوقع وفاته في خلال ثلاثة شهور المنشطات السيكولوچية التي سبق ذكرها

*** يساعد  السيتالوبرام  المرضى الذين تنتابهم حالات بكاء مرضى (لاأرادي، و بدون سبب)

*** ملاحظات عند وصف  مجموعة ال الأدوية المعروفة بـ  SSRIs والتي يفضل وصفها   على “الترايسيكلات” لقلة آثارها الجانبية مثل الـ سيتـالوبرام citalopram  20 مجم مرة في اليوم، و السيرترالين sertraline  50 مجم مرة في اليوم والـ فلوكستين Fluoxetine 20 مجم مرة في اليوم.

ويـُفـَضـَّل عدم وصف والـ فلوكستين لمرضى الأورام كأول اختيار لمرضى الأورام لأنه احياناً يسبب “بعض التهيج”.

يجب الأنتباه أن هذه المجموعة من مضادات الأكتئاب ككل قد تسبب ادماء في المعدة لو كان المريض يأخذ أيضاً أدوية الألتهابات المهيجة لغشاء المعدة.

يجب عدم التوقف عن أخذها مرة واحدة لو كان المريض قد تناولها لفترة أكثر من ستة اسابيع ، وهي الفترة التي يجب أن تمر لتقييم فاعلية مضادات الأكتئاب. ولو قرر الطبيب وقف الدواء بسبب عدم فاعليته، أو بسبب تحسن حالة المريض، أو حدوث آثار جانبية، يجب أن يكون ذلك تدريجياً مثل اعطاء الجرعة في أيام متبادلة “يوم أه ويوم لأ” ، ثم التقليل بعدها

مراجعة الدكتور صبحي جرجس. ماجستير في الأمراض النفسية، زميل الكلية الملكية للأطباء النفسيين. استشاري الأمراض النفسية بـ شيفيلد انجلتر

Leave a comment