الســرطــــان على مستوي العـــــــالم
نقـــــلاً عــن مركز وسائل الإعلام لمنظــــمة الصـــــحة العـــــالمية (صحيفة وقائع رقم 297 / يناير 2013
السرطان مصطلح عام يشمل مجموعة من الأمراض يمكنها أن تصيب معظم أجزاء الجسم. ، يُشار إليها بالأورام والأورام الخبيثة. ومن السـِمات الخاصة بالسرطان التوالّد السريع لخلايا شاذة تختلف عن خلايا عضو الجسم الذي تنشأ فيه. هذه الخلايا الشاذة (السرطانية) يمكنها النمو خارج حدودها عضو الجسم المصاب واختراق أجزاء الجسد الملاصقة لها، وأيضاً الأنتقال إلى أعضاء أخرى بعيدة . ويُطلق على ظاهرة الأنتقال اسم النـقيــلة. وتمُثّل النقــائــل (= الثانويات) أهمّ أسباب الوفاة من جرّاء السرطان.
المشكلة المطــروحة
السرطان من أهمّ أسباب الوفاة في جميع أرجاء العالم، فقد تسبّب هذا المرض في وفاة 7.6 مليون نسمة (نحو 13% من مجموع الوفيات) في عام 2008. و 8.2 مليون في عام 2012 (Cancer Research UK ) وفيما يلي أهمّ أشكال السرطان، حسب كم الوفيات سنة 2008، وليس حسب كم المرضى المصابين بها
سرطان الرئة (1.37 مليون وفاة)
سرطان المعدة (000 736 وفاة)
سرطان الكبد (000 695 وفاة)
سرطان القولون (000 608 وفاة)
سرطان الثدي (000 458 وفاة)
سرطان عنق الرحم (000 275 وفاة).
- تقف سرطانات الرئة والمعدة والكبد والقولون والثدي وراء معظم الوفيات التي تحدث كل عام من جرّاء السرطان.
- احصائيات عام 2012 تشير أن حوالي نصف حالات الوفاة هي ناتجة عن سرطانات الرئة والمعدة والكبد والقولون
Deaths from worldwide cancer, 2012
Almost half of all cancer deaths are lung, liver, stomach or bowel cancer, 2012, worldwide
Cancer Research UK
-
30% من وفيات السرطان تحدث بسبب خمسة عوامل هي :
- [1] ارتفاع منسوب كتلة الجسم (السمنة)
- [2] عدم تناول الفواكه والخضر بشكل كاف
- [3] قلّة النشاط البدني،
- [4] تعاطي التبغ (التدخين)
- [5] تعاطي الكحول.
- يمثّل التدخين أهم عوامل الاخطار المرتبطة بالسرطان، إذ يقف وراء 22% من مجموع وفيات السرطان بكل أنواعها، و71% من الوفيات الناجمة عن سرطان الرئة.
- العداوى التي تسبّب السرطان، مثل العدوى الناجمة عن فيروس التهاب الكبد B أو C والعدوى الناتجة عن فيروس الورم الحليمي البشري،Human Papilloma Virus (HPV) الذي يصيب عنق الـَرحـِم، مسؤولة عن نحو 20% من وفيات السرطان التي تحدث في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل.
- نحو 70% من مجمل وفيات السرطان التي سُجلت في عام 2008 حدثت في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل.
- من المتوقع أن يتواصل ارتفاع عدد الوفيات الناجمة عن السرطان على الصعيد العالمي، وأن يناهز 13.1 مليون وفاة في عام 2030.
انتشار الأورام الشائعة وأماكن النقــائــل (= الثانويات)
العضو الذي بدأ فيه الورم | احتمال الأنتشار | الأماكن المعتاد انتقال المرض إليها |
الثدي | *** | العقد الليمفاوية – العظم – الكبد – الرئة |
الرئة | * * * | العقد الليمفاوية – الكبد – العظم والنخاع – المخ |
المعدة | * * * | الأنسجة المجاورة – العقد الليمفاوية – الكبد – الرئة – العظم |
البنكرياس | * * * | الأنسجة المجاورة – العقد الليمفاوية – الكبد – الرئة |
الأمعاء الغليظة | * * | الأنسجة المجاورة – العقد الليمفاوية – الكبد |
المبيض | * * * | الأنسجة المجاورة – العقد الليمفاوية – الكبد |
الرحم | * | الأنسجة المجاورة – العقد الليمفاوية – الكبد |
عنق الرحم cervix | ** | الأنسجة المجاورة – العقد الليمفاوية |
الكـُلية | ** | الأنسجة المجاورة – العقد الليمفاوية – العظم – الرئة |
المثانة البولية | * * | الأنسجة المجاورة – العقد الليمفاوية |
البروستاتة | * * * | الأنسجة المجاورة – العقد الليمفاوية –العظم |
ورم الجلد الملاني melanoma | * * | الأنسجة المجاورة – العقد الليمفاوية – الرئة – المخ |
الرأس والرقبة | * \ * * | الأنسجة المجاورة – العقد الليمفاوية – الرئة |
هودﭼكين Hodgkin’s disease | * * * | العقد الليمفاوية – الطحال – الكبد – الرئتين – نخاع العظام |
ورم ليفي غيرهودﭼكين Non-Hodgkin’s lymphoma | * * * | العقد الليمفاوية – الكبد – العظم – نخاع العظم – المخ – الرئتين |
(يجب التأكد من وجود أو عدم وجود ثانويات في اماكن أخرى من الجسم قبل البدأ في علاج المرض الأولي لأن اسلوب العلاج قد يختلف إذا كان الورم قد انتشر)
Williams (83) All About Cancer. Courtesy of Mrs Alison Reitz
ما هي العوامل التي تسبّب السرطان؟
ينشأ السرطان نتيجة تحوّل خلية واحدة طبيعية إلى خلية وَرَمـِيــَّـة (سرطانية). هذا التحول (أي التغيير) يتم على عدة مراحل ناجمة عن تفاعل بين عوامل الشخص الﭼينية (الﭼينات موجودة في نواة كل خلايا الجسم ومسئولة على نقل الصفات الوراثية) ، و عوامل خارجية يمكن تصنيفها كالتالي:
- عوامل مـادِيــَّـة مـُسـَرْطـَـنة، مثل الأشعة فوق البنفسجية ultraviolet raysوالأشعة المؤيّنة Ionizing radiation is radiation that carries enough energy to liberate electrons from atoms or molecules
- عوامل كيميائية مسرطنة، مثل مادة الأسبستوس ومكوّنات الدخان (التبغ) والأفلاتوكسين (أحد الملوّثات الغذائية) والأرسنيك (أحد ملوّثات مياه الشرب)؛
- عوامل بيولوجية مسرطنة، مثل العدوى الناجمة عن بعض الفيروسات أو الجراثيم أو الطفيليات.
- ويُعد التشيّخ (=التقدم في العمر) من العوامل الأساسية الأخرى التي تسهم في تطوّر السرطان. و يعود ذلك، على الأرجح، إلى زيادة مخاطر الإصابة بسرطانات معيّنة و تراكمها مع التزايد في سنوات العمر (التشيّخ). ، إلى جانب انخفاض كفاءة آليات التصليح الخلوي (=امكانية الجسم الطبيعية في اصلاح ما يـَـتلـُـف من خلاياه) كلّما تقدم الشخص في السن.
عوامل الاختطار (المخــاطر) المرتبطة بحدوث بالسرطان
تعاطي التبغ (الدخان) والكحول واتباع نظام غذائي غير صحي و قلّة النشاط البدني من عوامل الخطر الرئيسية المرتبطة بالسرطان في جميع أنحاء العالم. أمّا الإصابة بعداوى مزمنة جرّاء فيروسي التهاب الكبد B و C وبعض أنماط فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) فتمثّل عوامل الخطر الرئيسية التي تقف وراء الإصابة بالسرطان في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. كما أنّ سرطان عنق الرحم الناجم عن فيروس الورم من أهمّ أسباب وفاة النساء جرّاء السرطان في البلدان المنخفضة الدخل.
كيف يمكن الحَدْ من مشكلـة السرطان ؟
هناك حالياً كمية كبيرة من المعلومات الخاصة بأسباب السرطان، بما في ذلك التغيـُرات التي تحدث في چينات الخلايا. ويمكن الحد من السرطان ومكافحته بتنفيذ استراتيجيات للوقاية من هذا المرض والكـَشـْـف عنه في مراحل مبكّرة، والتدبير العلاجي للمصابين به. وبالطبع تزيد فرصة الشفاء من العديد من السرطانات إذا ما تم الكشف عنها في مراحل مبكّرة وعلاجها على النحو المناسب.
- تغيــير عـوامـــل الخطــر وتلافــيها
يمكن الوقاية من أكثر من 30% من حالات السرطان بتغيير أو تلافي عوامل الخطر الرئيسية:
- تعاطي التبغ
- فرط الوزن والسمنة
- اتباع نظام غذائي غير صحي ينطوي على تناول كمية قليلة من الخضر والفواكه
- قلّة النشاط البدني
- تعاطي الكحول
- العدوى بفيروس الورم الحليمي البشري أو بفيروس التهاب الكبد B
- تلوّث الهواء في المناطق الحـَضـَرِيـَّـة
- التعرّض للدخان الناجم عن حرق الوقود الصلب، مثل الفحم، داخل الأماكن المغلقة.
ويمثّل التدخين أهم عوامل الاختطار المرتبطة بالسرطان، إذ يقف وراء 22% من وفيات السرطان العالمية و71% من الوفيات الناجمة عن سرطان الرئة بالذات. أمّا العداوى الناجمة عن فيروس التهاب الكبد B وفيروس الورم الحليمي البشري HPV فهي مسؤولة عن نحو 20% من وفيات السرطان في كثير من البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل. وعليه هناك استراتيجيات للوقاية لبعض أنواع من السرطان تشمل زيادة تجنّب عوامل الخطر المذكورة أعلاه؛ والتطعيم ضدّ فيروس الورم الحليمي البشري وفيروس التهاب الكبد B؛ ، وأيضًا مكافحة الأخطار المهنية؛ المتمثلة في التعرض لبعض المواد الكيمائية، وتوعية الناس، خاصة ذوي البشرة الفاتحة، بضرورة التقليل من التعرّض لأشعة الشمس.
- الكــشـف المبكـــّر
يمكن الحد من وفيات السرطان إذا ما تم الكشف عن الحالات وعلاجها في المراحل المبكّرة. وتستند جهود الكشف المبكّر عن السرطان إلى عنصرين اثنين هما:
- التشخــــيص المبـــكّر
التعرّف على علامات وأعراض السرطان في مراحله المبكرة (سرطان عنق الرحم و الثدي و القولون و المستقيم و الفم، كأمثلة هامة ) من أجل تيسير التشخيص والعلاج قبل أن يبلغ المرض مراحل متقدمة. وتكتسب برامج التشخيص المبكّر ضرورة خاصة في الأماكن الشحيحة الموارد (الفقيرة) حيث تنعدم وسائل تحرّي المرض وحيث يتم تشخيص معظم الأورام عندما يكون المرض قد بلغ مراحل متقدمة. تتسم هذه السرطانات بمعدلات شفاء مرتفعة عندما يتم الكشف عنها في مراحل مبكّرة وعلاجها العلاج المناسب
- الكشــوف والفحـــوص الدورية والتـــحرّي
التحرّي هو السعي، من خلال برامج مـَنـْهـَجـِيـَّــة إلى عمل اختبارات على ناس لا تظهر عليهم أيّة أعراض، أيّ حالات سابقة لحدوث سرطان لكنها مـُعـَرَّضة له بسبب العمر أو أي سبب آخر. وأيضاً، وبالضرورة، الكشف على الحالات التي توحي، و تجعلنا نـَشـُك بوجود سرطانات معيّنة ، وإحالتها بسرعة إلى مراكز وعيادات متخصصة في التشخيص وعلاج. وتركز برامج التحري هذه على السرطانات الأكثر شيوعا التي يوجد بخصوصها اختبار تـَحـّرِي نتائجه مضمونة إلى حد معقول، ويكون الأختبار (المعملي أو الاشعاعي مثلاً) ميسور التكلفة و مقبول و متاح لمعظم المواطنين المعرّضين لخطر الأصابة.
وفيما يلي بعض من أساليب التحرّي:
- الفحص الميكروسكوبي باستخدام حمض الأسيتيك لتحري سرطان عنق الرحم في الأماكن الشحيحة الموارد؛ واختبار لطاخة بابا نيكولا في الأماكن المتوسطة و المرتفعة الدخل
- تصوير الثدي الشعاعي لتحري سرطان الثدي في الأماكن المرتفعة الدخل. (راجع أورام الثدي وفحص الماموجرام)
(؟ كشف كلينيكي عادي بواسطة ممرضة متمرنة وتوعية وتدريب السيدات على الكشف الذاتي في الأماكن المحدودة الدخل، التي لاتسمح الظروف المادية اجراء ال تصوير الثدي الشعاعي)
تتسم بعض أنواع السرطان من قبيل سرطانات الدم والأورام اللمفية التي تصيب الأطفال والأورام المنوية الخصيوية التي تصيب الشباب والرجال في عمر صغير ، بمعدلات شفاء مرتفعة إذا ما تم توفير العلاج المناسب للمصابين بها.
الـــــرعـايــة المـُلـَطــِّـفــَّـة (التلطيفية – الأراحـــــية)
الرعاية الملطفة عبارة عن علاج يرمي إلى التخفيف من الأعراض الناجمة عن السرطان، بدلاً من علاجه. وتضمن تلك الرعاية المزيد من الراحة للمرضى؛ وهي من الاحتياجات الإنسانية الملحّة لكل المصابين بالسرطان وغيره من الأمراض المزمنة المميتة في جميع أنحاء العالم. وتمسّ الحاجة إلى تلك الرعاية بوجه خاص الأماكن التي ترتفع فيها أعداد المرضى المصابين بحالات متقدمة تقلّ احتمالات الشفاء منها.
ولا بدّ في هذا المجال من تحسين فرص الحصول على المورفين الفموي (السائل والحبوب التي يأخذها المريض بالفم) للتخفيف من الألم المعتدل إلى الشديد الذي يعاني منه عدد كبير من مرضى السرطان ، خاصة في وجود قيود شديدة على صرفه للمرضى في غالبية البلاد النامية بسبب تسـُّربه إلى أيادي تجار المخدرات والمدمنين.
استجابة منظمة الصحة العالمية
في عام 2008، أطلقت منظمة الصحة العالمية خطة العمل التي وضعتها في مجال الأمراض غير السارية والتي تشمل التدخلات الخاصة بالسرطان. وتتعاون منظمة الصحة العالمية والوكالة الدولية لبحوث السرطان مع وكالات الأمم المتحدة والهيئات الشريكة الأخرى من أجل بلوغ الأهداف التالية:
- زيادة الالتزام السياسي بالوقاية من السرطان ومكافحته
- تنسيق وإجراء البحوث التي تتناول مـُسـَببات السرطانات البشرية وآليات التسرطن
- وضع استراتيجيات علمية للوقاية من السرطان ومكافحته
- استحداث معارف جديدة ونشر المعارف القائمة لتيسير عملية توصيل النُهج المسندة بالبيّنات لمكافحة السرطان
- وضع معايير وأدوات لتوجيه عمليتي تخطيط وتنفيذ التدخلات في مجالات الوقاية من السرطان والكشف عنه في مراحل مبكّرة وتوفير خدمات العلاج والرعاية لمرضاه
- تيسير إقامة شبكات واسعة بين الشركاء والخبراء في مجال مكافحة السرطان على الصعيد العالمي والصعيدين الإقليمي والوطني؛
- تعزيز النُظم الصحية على الصعيدين الوطني والمحلي من أجل توفير خدمات العلاج والرعاية لمرضى السرطان؛
- تقديم المساعدة التقنية من أجل نقل أفضل الممارسات في مجال مكافحة السرطان، بسرعة وفعالية، إلى البلدان النامية.