معلومات عامة
- تقع المعدة في الجزء الأعلى من البطن على الشمال، وهي مجاورة للكبد والمرارة والبنكرياس
- طولها حوالي 25 سم ولكنها تستطيع أن تتمدد وتتسع بعد أكلة كبيرة لتستوعب لتر كامل
- يصل الطعام المعدة بعد مضغه في الفم، عن طريق المرئ فتقوم بتقليبه و “رًضـُّه” ليمتزج مع الحامض والأنزيمات التي تفرزها الخلايا التي تـُبـَطــِّن جدارها، لهضم الأكل جزئياً وتحويله إلى مستحلب (نصف سائل) يسهـُل مروره إلى الأمعاء الدقيقة.
- المعدة أساساُ هي كيس عضلي يـُبـطـِّنهُ غشاء من الداخل ، ويحيط بها غشاء من الخارج. والغشاء الداخلي يحمي تجويف المعدة ، و يحتوي علي غـُـدَد صغيرة تقوم بأفراز حامض خفيف و انزيمات تساعد على هضم الطعام
- تحدث التهابات في الغشاء المبطن للمعدة عند عدد غير قليل من الناس بسبب إصابتها بنوع من البكتريا تسمى “هيليكوباكتر بيلوراي” Helicobacter Pylori. ولو استمرت هذه الألتهابات فترة طويلة، فهي تزيد من مخاطر حدوث سرطان
أنواع أورام المعدة وأسبـــابها
سرطان المعدة ينشأ في معظم الأحيان نتيجة تغيرات في خلايا الأفراز (الغـُدَدِيــَّـة) الموجودة في الغشاء الذي يـُبـَطـِّنـْها. وبالرغم من وجود عدة أنواع من أورام المعدة، فالغالبية العظمى (95%) منها هو “السرطان الغـُدَدي” adenocarcinoma
وكما هو الحال مع معظم الأورام ، فأسباب حدوث سرطان المعدة ليست معروفة ، وإن كانت هناك بعض العوامل التي تزيد فرصة حدوثه . ويجب الأنـتباه أن وجود واحد أو أكثر من هذه العوامل لا يعنى بالضرورة أن الأنسان سيصاب بالسرطان، كما أن عدم وجودها لا يعني أنه غير مـُعـَرَّض للأصابة به
- عدد الرجال التي تـُصاب بسرطان المعدة ضعف عدد النساء
- يتعدَّى عمر الغالبية العظمى (95%) ممن يحدث لهم سن الخمسين
- سبق الأشارة إلى بكتريا الـ “هيليكوباكتر بيلوراي” Helicobacter Pylori وكيف أن استمرار الألتهابات التي تـُحدثها لفترات طويلة، تزيد من مخاطر نمو سرطان في المعدة. وعليه، فيـُنصـَح بعلاج من يـُعاني من اضطرابات الهضم إن أظهر الفحص وجود هذه الباكتيريا
- يبدو أن الأطعمة المحفوظة والمملحة أو المدخنة أو المخللة، تزيد من احتمال الإصابة . كذلك عدم أكل كمية كافية من الخضروات الطازجة والفواكه تزيد من احتمال الإصابة، بينما تناول اللبن و الخضروات الطازجة و الطعام المثلج يقلل منها.
- مخاطر حدوث سرطان تزداد مع التدخين، وكلما زادت سنوات التدخين، وعدد السجائر التي يدخنها الشخص في اليوم، كلما كان احتمال حدوث سرطان المعدة أكثر. ومن حسن الحظ أن التوقف كلية عن التدخين يقلل من هذه المخاطر
- زيادة الوزن والسمنة تزيد من مخاطر الأصابة
- هناك أعداد كبيرة من الناس تعاني من حموضة في المعدة و ارتجاع الطعام والأفرازات الحمضية في المرئ و”الزور” acid reflux ، وذلك لا يؤدي إلى سرطان، إلا إذا استمر سنوات طويلة و كان الأرتجاع شديد الحموضة.
- المرضى الذين احتاجوا عملية استئصال جزئي للمعدة لعلاج قرحة فيها، مثلاً، هم أكثر تعرضاً للسرطان بسبب نقص افراز حامض المعدة الطبيعي نتيجة الإستئصال ، و نقص الحامض يشجع نمو بكتريا الـ “هيليكوباكتر بيلوراي”
- اصابة أكثر من شخص في العائلة:
اصابة أكثر من شخص في العائلة بسرطان المعدة لا يعني بالضرورة وجود چينات وراثية للمرض، إذ أن الحياة معاً والمشاركة في وجبات الطعام ، مع احتمال انتقال عدوى الـ ” هيليكوباكتر بيلوراي ” قد تكون وراء ذلك. ومع كـُلِ هناك عدد قليل جداً من العائلات يحمل أفرادها (من جانب الأب أو الأم) چينات سرطان المعدة التي تؤدي إلى اصابة أكثر من شخص في العائلة به ، وأيضاً بسرطان القولون والرَحــِم (عند السيدات). و عادة يكون عمر الشخص المصاب أقل من الخمسين في تلك الحالات الوراثية.
نستطيع إذاً القول أن وجود فرد في العائلة من الدرجة الأولى (أب أو أم أو أخ أو أخت) مصاب بسرطان المعدة يـزيد فـُرَص أصابة افراد آخرين من العائلة زيادة طفيفة فقط عن المعدل العادي. أما في وجود أكثر من مريض في عمر أقل من خمسين بأورام المعدة والرحم والقولون، وهي حالات قليلة، فيجب الأحتراس أن تكون هناك عوامل وراثية
أعـــراض سرطـــــان المعــــدة
الأعــراض المبكـــرة
- حرقان (حموضة) أو شعور متكرر بعدم الراحة في منطقة المعدة وصعوبة في الهضم
- كثرة ( التكريع ) burping بطريقة قد تسبب احراج هي من الأعراض المبكرة وينبغي عدم تجاهلها
- فقدان الشهية
- الشعور بالأمتلاء بعد تناول وجبة صغيرة
أعــراض أخــــرى مُحـتـــمل حدوثـها
- ألم في الجزء الأعلى من البطن
- الشعور بالتعب، وربما نهجان عند القيام بمجهود ، نتيجة حدوث أنيميا (فقر الدم)
- فقد ملحوظ في الوزن (خسسان) ليس له ما يبرره
- الشعور بالغثيان (احساس بالرغبة في الترجيع)، وربما قيء بالفعل
- صعوبة في البلع
- وجود دم أحمر في البراز، أو يكون لون البراز أسود (نتيجة دم مهضوم) من العلامات التي يجب الأنتباه جداً لها. في بعض الحالات يكون نزيف الدم قليل وغير ملحوظ ولكن بعد فترة يظهر على المريض أعراض الأنيميا ( فقر الدم )
مــــلاحظــــات هـــــامة
- يجب استشارة طبيب متخصص عند الشعور بأضطرابات في الهضم (كما ذُكرت)، لم يعاني منها من قـِـبـَل شخص فوق سن الخامسة وخمسين ، دون سبب واضح واستمرارها أسبوعين أو أكثر. في هذه الحالة لا بـُد من اجراء فحص بمنظار للمعدة
- ظهور الدم في المراحل الأولى يحدث فقط عند تناول الطعام
- ينـتاب المريض إحساس بالألم . عندما يمتد الورم إلى جدار المعدة العضلي
- إذا انتشر المرض فى أماكن أخرى خاصة الكبد ، تظهر أعراض أخرى نتيجة إصابة العضو الجديد بالمرض
وللأسف قد تمر عدة شهور من وقت ظهور هذه الأعراض قبل ذهاب المريض إلى الطبيب مما يعطى الورم فرصة للانتشار وبالتالي صعوبة الشفاء منه.
كيف يتم تشخيص المرض
- يحتاج المريض أولاً اختبار كامل للدم
- فحص المعدة بالمنظار Gastroscope وأخذ عينة من أنسجة قد يشتبه فيها الطبيب أنها غير طبيعية (مـَرَضـِـيـّة) لفحصها بالميكروسكوب. المنظار الذي يدخل المعدة يحمل كاميرا صغيرة مـُـتـَصِلة بشاشة تليفيزيونية يرى الطبيب عليها تجويف المعدة. وعادة لا يستغرق هذا الفحص وقت كثير، وإن كان بعض المرضى يحتاج حقن بدواء مهد
- فحص المعدة بمنظار مُـثـَبـَّت في أوله جهاز موجات فوق صوتيةendoscope Ultrasound صغير والصور التي يتم الحصول عليها بهذه الطريقة تـُـظهـِر إن كان الورم قد اخترق جدار المعدة أم لا، وإن كان وصل إلى العقد الليمفاوية.
- الأشعة المقطعية CT تحدد مكان الورم بدقة، و الأنسجة والأعضاء التي قد يكون انتشر فيها. وقد يحتاج المريض صبغة يشربها أو يـُحقـَن بها قبل عمل تلك الأشعة
- عمل منظار داخل البطن laparoscope من خلال فتحة صغيرة لمعاينة جدارالمعدة من الخارج والأعضاء المجاورة لها. وقد يكتفي الطبيب باجراء فحص مقطعي بالموجات الصوتية Ultrasound scan لتصوير المعدة والأعضاء الأخرى دون الحاجة إلى منظار
- الفحص المجهري (بالميكروسكوب) للأنسجة التي تم أخذها من الورم هام بالـطبع لأنه يبين درجة ضراوتـه (شراسته)، فإن كانت خلايا الورم تشبه إلى حد كبير خلايا المعدة الطبيعية، فضراوته بسيطة ونموه بطيء و لا ينـتشر عادة خارج المعدة ويتم تصنيف الورم بـ “الدرجة الأولى” Grade 1 وإن كانت خلايا المرض أكثر شذوذاً ، ونموها أسرع بعض الشيء فيـُصَنـَّـف بـ “الدرجة الثانية” Grade 2 ، أما الورم الذي يـُصَنـَّـف بـ “الدرجة الثالثة” Grade 3 فهو أكثرها شراثة إذ أن خلاياه بـُدائية لا تشبه خلايا المعدة الطبيعية ، ونموها يكون سريع، وأكثر قدرة علي الأنتقال إلي اعضاء أخرى في الجسم
كيفــية عــلاج سرطــان المعـــدة
العمليات الجراحية تعطى نسبة معقولة للقضاء على المرض إذا تم اكتشافه في مرحلة مبكرة كما أثبتت تجربة حكومة اليابان عند قيامها بفحوصات دورية لأعداد كبيرة من مواطنيها وفحص أي مواطن بالمنظار عند حدوث أعراض ولو بسيطة، وذلك بسبب تفشي هذا النوع من السرطان بينهم.
لكن في بلاد كثيرة أخرى لا ينتبه غالبية المرضى للأعراض المبكرة ، وبالتالي يقل معدَّل نجاح العملية في القضاء على السرطان إلى الثلث .
و يعتمد اختيار العلاج على عدة عوامل
- درجة شراسة المرض حسب الفحص الميكروسكوبي وإن كان في مرحلة مبكرة أم متقدمة . و هناك تقسيم لأورام المعدة حسب انتشارها من عدمه ، ويتكون هذا التقسيم من اربعة مراحل ، نسبة نجاح عملية ازالة اورام المرحلة الأولي جيد . أما المرحلة الرابعة فهي اسوء المراحل، يكون السرطان قد وصل إلى عدة عقد ليمفاوية وانتشر في الجسم
- الصحة العامة للمريض ودرجة احتمال جسمه للعلاج. فعملية استئصال جزء المعدة المصاب بالورم والعقد الليمفاوية ، والأنسجة المجاورة للمعدة إن كان وصلها السرطان، هي عملية كبيرة. قد لايحتملها مريض القلب مثلاً، بالأضافة إلى احتياج المريض أخذ علاج كيمائي أيضاُ قبل العملية وبعدها
- هناك عدد من المرضى يحتاجوا العملية لتحسين حالتهم فقط، وذلك عند حدوث انسداد يؤدي إلى آلام شديدة، وتجمع كميات كبيرة من الأفرازات في المعدة تسبب قيء مستمر
- أما الحالات المتقدمة التي انتشر فيه المرض إلى أماكن بعيدة (المرحلة الرابعة) فيمكن علاجها علاج كيمائي فقط لمجرد التحكـُّم في المرض لكن قد لا تسمح حالة المريض تناوله بسبب مشاكله الكبيرة. وهناك من المرضى من يرفضه من الأساس لعلمهم أنه لا يشفي السرطان، وإن تحـَكـَّم فيه ، فلبعض الوقت فقط
هناك علاج حديث نسبياً يتعقب خلايا الورم targeted therapy اسمه التجاري هيرسـِبتين Herceptin يـُعطى مع العلاج الكيمائي، ويصلح لبعض مرضى سرطان المعدة، (والثدي) إن احتوت خلايا السرطان عندهم نسبة عالية من مادة اسمها HER2 التي تشجع نمو وتكاثر تلك الخلايا. وبالأضافة أن الهيرسـِبتين لا يفيد أكثر من عشرين في المائة من المرضى فهو غالي الثمن وله مضاعفات قد تكون شديدة، ويعطي في محاليل بالحقن في الوريد تحت اشراف طبي دقيق
Herceptin can help control the growth of cancer cells that contain high amounts of HER2 (human epidermal growth factor receptor 2). HER2 is found in all human cells. It controls cell growth and repair. But high levels of HER2 are found in some types of breast, oesophageal and stomach cancer, which helps the cancer cells grow and survive. These are known as HER2 positive cancers. About one in five breast and stomach cancers are HER2 positive. Herceptin works by blocking the effects of HER2 and encouraging the immune system to attack and kill the cancer cells.
Herceptin (trastuzumab) – NHS Choices
http://www.nhs.uk/Conditions/Herceptin/Pages/Introduction.aspx
وفي الحالات التي ينجح العلاج في تحقيق الشفاء الكامل، يحتاج المريض فترة نقاهة طويلة لأستعادة صحته، والأعتناء في اسلوب أكله، والأمتناع عن التدخين إن كان يدخن، مع القيام بتمرينات رياضية حسب مقدرته وعمره. ومن الضروري أيضاً متابعة الطبيب بطريقة دورية لعدة سنوات.
اعداد.نبيل صبري اسحق زميل كلية الجراحين الملكية بجلاسجو، ومنسق جلوبال مصر-المملكة المتحدة لرعاية مرضى الأورام GCCE-UK . نوفمــبر 2013
Translated & Compiled by Dr N S Isshak, FRCS (1983), FRCOPH (1990).
Global Cancer Care Egypt-UK coordinator